ان أحداث الرعب والمصائب التي مورست ضد شعبنا الفلسطيني في غزه والقدس وبلدات عده أدت الى ضغوضات نفسيه, صدمات والشعور بعدم الأمان خصوصا عند الاطفال. وكذلك اللذين شاهدوا مناظر الرعب على شبكات التواصل الاجتماعي قد يعانون من مشاعر التخبط والخوف.

ان تأثير هذه التجارب على الاطفال يتفاوت حسب اعمارهم:

اطفال في عمر 3-5 سنوات لا يميزون الفرق بين الخيال والحقيقه ويقلدون الوالدين في ردود افعالهم. واثناء الصدمات يتشبثون بالوالدين كثيرا وأحيانا يحصل تراجع في سلوكياتهم الى سلوكيات أطفال أصغر سنا مثل مص الاصبع او التبول الليلي.

اطفال في عمر6-12 سنه يكون مصدر خوفهم حقيقي كما الاصابات الجسميه, الجروح أو الفقدان ولذلك فهم يخافون على سلامتهم وسلامه أحبائهم. لديهم القدره على التعبير عن مشاعرهم ولكنهم ما زالوا يتأثرون بردود فعل الاهل. وقد تعود اليهم هذه الاحداث من خلال الكوابيس أثناء النوم.

أما الشباب في عمر13-18 ونتيجه لنشاطهم على شبكات التواصل الاجتماعي يميلون لتطوير الشعور بعدم الأمان وعدم السيطره على الواقع لكنهم يتجاهلون هذه المشاعر ويتظاهرون بأنهم أقوياء. ان التعبير عن مخاوفهم يظهرأحيانا من خلال سلوكيات عنيفه, الشكوى من اوجاع جسميه مثل وجع الرأس والمعاناه من الوحده واليأس.

  

أتناول الخطوات التي يمكن ان يتخذها الاهل ليساعدوا الاطفال ليجتازوا مراحل الخوف والصدمات:

 يتأثر الصغار بردود فعل الكبار وتصرفاتهم في هذه المواقف لان الوالدين يعتبران مصدر الأمان للاطفال. لذلك مسؤوليه الاهل أن يتعاملوا مع الصدمات والمخاوف أولا وبعدها يتمكنوا من تقديم الدعم والطمأنينه لأطفالهم.

  1. على الكبار تشجيع الاطفال أن يعبروا عن مشاعرهم ومخاوفهم وأن يصغوا اليهم, ويطمأنوهم بأن مشاعرهم ومخاوفهم طبيعيه, ويتقبلوا كل أشكال ردود فعلهم حتى لو تأرجحت بين التعبير المستمر عن الخوف وبين الانكار التام.

لا نقول: لا تقلق لان هذه المشاعر ستزول , هذا يشعر الطفل بالخجل.

بل نقول: انا اصغي لك وأرى بأنك قلق.

بالنسبه للأطفال اللذين لا يجيدون التعبير اللغوي نساعدهم على التعبير من خلال الرسم.

بالنسبه للمراهقين غالبا لا يفضلون الكشف عن مخاوفهم للوالدين لذلك من المفضل ان نوجههم الى أحد الأقارب الأكبر سنا او لأحد المعلمين.

  1. بالنسبه للاطفال اللذين فقدوا حبيب أو عزيز علينا أن نوفر لهم الفرص للتعبير عن أحزانهم وشعورهم بالفقدان ونشاركهم مراره الموقف ومشاعر الحزن والغضب بيننا وبينهم وكذلك في اطار عائلي ومجتمعي.
  2. نتقبل التغييرات التي ممكن أن تطرأ على سلوكيات أطفالنا ونحاول توفير الاهتمام الزائد خصوصا في اللحظات الصعبه وفي ساعات الليل حيث نضمهم قبل النوم, فهم يكونون في هذه اللحظات بأمس الحاجه الى الدعم والاطمئنان والمحبه والتقرب من الكبار الى أن يستعيدوا شعورهم بالأمان.

  1. نحاول ابقاء الروتين والنظام المعتاد في البيت قدر المستطاع مثل نظام الطعام واللباس والنوم. في حاله فقدان البيت نحاول تهدئه أنفسنا أولا وبقدر الامكان بث التفاؤل بالحصول على مسكن بديل مؤقت. ونهتم أن نمارس نفس النظام المتبع مع الأطفال في أي مسكن نكون فيه ونؤكد لاطفالنا على الأمل بأننا سنعود للبيت في أقرب وقت ممكن. نواصل دعمنا لهم بتقديم المحبه والكلام الدافيءالذي يساهم باعاده الشعور بالأمان.

  1. نشجع أطفالنا بالقيام بالنشاطات التي كانوا يقومون بها سابقا على قدر الامكان وذلك لأن النشاطات الروتينيه المعهوده تحرر نفسيه الطفل من التصلب في دائره الخوف وتساعده في العوده للوضع الطبيعي قي وقت أقصر.

اذا لم ينجح الطفل في العودة الى وضعه الطبيعي ويبقى يعاني من مشاعر الخوف والصدمه لوقت يتجاوز السته أسابيع هذا مؤشر بأن الطفل بحاجه الى مساعده من الأخصائيين.

  1. وأخيرا أطلب من الأهل تعزيز الشعور بالنواحي الايجابيه في الوضع الجديد, هذا يساعدهم بالعوده للشعور بالأمان في وقت أقصر. ما أريد قوله أنه حتى أثناء الظروف القاسيه والمره نعبر عن الأشياء الايجابيه التي ما زالت موجوده. مثلا نقول: الحمد لله جميعنا بخير أو نحن الان بأمان أو لسنا لوحدنا أو هناك من يعتني بنا ويوفر لنا احتياجاتنا.

أطلب السلامه والأمان لجميعنا كبارا وصغارا