للاب دور لا يٌعـوض في رعاية أطفاله

وبالاطفال احساناً

ان دور الاب في تربية اطفاله دون سن المدرسة في مجتمعنا التقليدي هو في اغلب الاحيان هامشي, ما عدا في حالات الطواريء حين يكون الاطفال في وضع خطر من جراء مرض او حادث وفيما عدا ذلك فان علاقته بهم لا تتعدى مداعبتهم لغرض التسلية في اوقات فراغه. ان هذا الدور حددته عوامل اجتماعية راسخة في مجتمعنا التقليدي, ذلك ان الاب غالباً يعمل خارج المنزل والام هي المسؤولة عن تربية الاطفال وتطويرهم ورعايتهم من النواحي الجسمية, الاجتماعية, العاطفية, والعقلية.

عند بلوغ الطفل سن السادسة او السابعة غالباً ما تأخذ علاقته بأبيه طابعاً مختلفاً, اذ يبدأ بمرافقة والده في اعماله ويقوم الاب بالقاء بعض المهمات على ابنه, والتي من خلالها يقوم بتدريبه لمواجهة مسؤوليات الحياة ولتحضيره لدوره مستقبلاً. اما الاطفال الاناث فمسؤولية تربيتهن من قبل الام تتواصل منذ الولادة فما فوق, وموجهة غالباً لتدريبهن على القيام بالمسؤوليات  المنزلية بما في ذلك العناية بأخوتهن الاصغر سناً.

نظن ان حكمنا قد لا يكون جائراً لو جزمنا بان مجتمعنا التقليدي ما زال لا يضع مرحلة الطفولة في سلم اولوياته وبدلاً من التركيز على حاجيات لاطفل للعب, يبالغ في التوقعات منه كعنصر فعال يتحمل مسؤوليات عائلية.

 

ان التوازن القائم والذي يقضي بتوزيع الادوار داخل الاسرة حسب النمط التقليدي قد اختل كثيراً في الفترة الاخيرة. نتيجة للعوامل الاقتصادية, مما دفع بالمرأة او الام للعمل خارج المنزل. لكنها في الوقت نفسه لم تتنازل عن دورها بتربية الاطفال وادارة الشؤون المنزلية. والاصح هو بانها (وفي غالبية العائلات) لم تحصل على المساعدة والمشاركة الكاملة من الاب/ الزوج.

وهناك عوامل تعيق الاب من المشاركة في تربية اطفاله منذ سن مبكرة مثل: عدم تقبًل الاب لهذا الدور والقيم والعوامل الاجتماعية التقليدية التي تحد من قيامه به, جهوزية الاب لتطبيق هذا الدور الا وهو كيفية التعامل مع طفله بشكل ايجابي, الاعتقاد بان للام دوراً مطلقاً في تربية الاطفال, خصوصاً في سنينهم المبكرة, واخيراً، ان مسؤولية الخدمات الانسانية لا تتعدى الاعتناء بالافراد واستجابة لضرورة ملحة، ولم تتهيء للتعامل بشكل شمولي مع الاسرة كوحدة واحدة وعلى المدى البعيد.

لكن هنالك بشرى سارة لجميع الاباء, والتي تؤكد بان العديد من الباحثين قد اجمعوا بان للاب قدرات كامنة تؤهله لان يقوم بدور ناجح في تربية اطفاله(الذكور والاثاث على حد سواء) وبان لدى الاب مميزات مهمة تتعلق برجولته تشكل عنصراً ضرورياً لتكامل مرحلة تنشئة الطفل (ذكراًكان ام انثى) ونمو شخصيته بشكل سليم.

كما وان للمدرسة دوراً رئيسياً في تربية الاطفال وتحضيرهم لدورهم في المستقبل كأباء او كأمهات

في مجال الصحة، يجب اضافة موضوع التعامل مع الاطفال الى برامج التعليم في التخصصات المختلفة مثل الطب, التمريض, الفيزيوترابية وخدمات الرفاه الاجتماعي……..

بالختام علينا ان نطور سياسة اجتماعية بالنسبة للعائلة حيث يكون التوجه اسرياً وليس منفرداً والذي يهدف الى منح فرصاً متساوية للاباء والامهات, لبذل جهودهم التكاملية في كل المجالات.

في مجتمعنا الموسسات الانسانية الخدماتية مثل الصحة, التربية والرفاه تفتقر الى سياسة ملزمة للتعامل مع الاسرة بشكل شمولي, وضمن اهدافها دعم الاب في رعاية ابنائه من سن الطفوله.